قيــــام الليـــــل
روى أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال :" الصلاة في جوف الليل" . وقال صلى الله عليه وسلم " إن في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه" . وقال صلى الله عليه وسلم " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم" .
وقد مدح الله القائمين من الليل بقوله (إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون) . وقال تعالى (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون) .
لذا ينبغي على المسلم أن يجعل له حظاً من قيام الليل يداوم عليه وإن قل وكذلك ينبغي عليه أن ينوي قيام الليل. فإذا استيقظ استاك وذكر الله وقال : " لا إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله "
ويستحب أن يفتتح تهجده بركعتين خفيفتين لحديث أبي هريرة " إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين" ، رواه مسلم وغيره . ويسلم في صلاة الليل من كل ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم " صلاة الليل مثنى مثنى"، رواه الجماعة ، أي ركعتان ركعتان بتشهد وتسليمتين فهي ثنائية. وينبغي إطالة القيام والركوع والسجود .
ينبغي أن يكون التهجد في البيت لأن صلاة التطوع في البيت أفضل من المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم "صلوا في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"، رواه مسلم . ويختم صلاته بالوتر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل آخر صلاته بالليل وتراً .
ومن فاته تهجده من الليل، استحب له أن يقضيه قبل الظهر لحديث " من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل" .
فيا أخي ويا أختي لا تحرم نفسك من المشاركة في قيام الليل ولم بشيء قليل تداوم عليه لتنال ثواب القائمين المستغفرين بالأسحار وربما يدفع بك القليل إلى الكثير والله لا يضيع أجر المحسنين .
السبت مايو 10, 2008 8:58 pm